الحداثة . . .


الحداثة ...

مفهومها ـ نشأتها ـ روادها

 

مفهوم الحداثة :

 

     قبل أن نخوض في مفهوم الحداثة الاصطلاحي ، نرى من المفيد أن نعرج على مضمونها اللغوي ، فهي مصدر من الفعل " حَدَثَ " ، وتعني نقيض القديم ، والحداثة أول الأمر وابتداؤه ، وهي الشباب وأول العمر .

    وبهذا المفهوم اللغوي سطعت شمس الحداثة في عالمنا العربي المعاصر ، وتوافقت مع ما يحمل عصرنا من عقد نفسية ، وقلق ذاتي من القديم الموروث ، ومحاولة الثورة عليه ، والتخلص منه ، والبحث عن كل ما هو جديد يتوافق وروح عصر التطور العلمي والمادي ، ويواكب الايدولوجيات الوافد على عالمنا العربي .

     أما ما تعنيه الحداثة اصطلاحا فهي : " اتجاه فكري أشد خطورة من اللبرالية والعلمانية والماركسية ، وكل ما عرفته البشرية من مذاهب واتجاهات هدامة ، ذلك أنها تضمن كل هذه المذاهب الفكرية ، وهي لا تخص مجالات الإبداع الفني ، والنقد الأدبي ، ولكنها تخص الحياة الإنسانية في كل مجالاتها المادية والفكرية على حد سواء " ، وهي بهذا المفهوم الاصطلاحي " اتجاه جديد يشكل ثورة كاملة على كل ما كان وما هو كائن في المجتمع " .

      ويقول أحد الباحثين في معرض حديثه عن الحداثة كمنهج فكري يسعى لتغيير الحياة " إن من دعاوى أهل الحداثة أن الأدب يجب أن ينظر إليه من الناحية الشكلية والفنية فقط بغض النظر عما يدعوا إليه ذلك الأدب من أفكار ، وينادي به من مبادئ وعقائد وأخلاق ، فما دام النص الأدبي عندهم جميلا من الناحية الفنية ، فلا يضير أن يدعو للإلحاد أو الزنا أو اللواط أو الخمريات أو غير ذلك " .
     ويقول د . عدنان النحوي في كتابه الحداثة من منظور إسلامي ص 13 : " لم تعد لفظة الحداثة في واقعنا اليوم تدل على المعنى اللغوي لها ولم تعد تحمل في حقيقتها طلاوة التجديد ، ولا سلامة الرغبة ، إنها أصبحت رمزا لفكر جديد ، نجد تعريفة في كتابات دعاتها وكتبهم فالحداثة تدل اليوم على مذهب فكري جديد يحمل جذوره وأصوله من الغرب ، بعيدا عن حياة المسلمين بعيدا عن حقيقة دينهم ، ونهج حياتهم ، وظلال الإيمان والخشوع للخالق الرحمن ".

     فالحداثة إذن من منظور إسلامي عند كثير من الدعاة تتنافى مع ديننا وأخلاقنا الإسلامية ، وهي معول هدم جاءت لتقضي على كل ما هو إسلامي دينا ولغة وأدبا وتراثا ، وتروج لأفكار ومذاهب هدامة ، بل هي أخطر تلك المذاهب الفكرية ، وأشدها فتكا بقيم المجتمع العربي الإسلامية ومحاولة القضاء عليه والتخلص منه ، وإحلال مجتمع فكري عربي محله يعكس ما في هذه المجتمعات الغربية من حقد وحنق على العالم الإسلامي ، ويروجون بكل اهتمام وجديه من خلال دعاتها ممن يدعون العروبة لهذه المعتقدات والقيم الخبيثة بغرض قتل روح الإسلام ولغته وتراثه .

     وتقول الكاتبة سهيلة زين العابدين في مقالة نشرت لها في جريدة الندوة السعودية العدد 8424 في 14 / 3 / 1407 هـ ص 7 : " الحداثة من أخطر قضايا الشعر العربي المعاصر لأنها أعلنت الثورة والتمرد على كل ما هو ديني وإسلامي وأخلاقي ، فهي ثورة على الدين على التاريخ على الماضي على التراث على اللغة على الأخلاق ، واتخذت من الثورة على الشكل التقليدي للقصيدة الشعرية العربية بروازا تبروز به هذه الصورة الثورية الملحدة  " .

    ويذكر د . محمد خضر عريف في معرض حديثه عن الحداثة وتعليقه على بعض الدراسات التي صدرت حولها من غير مفكريها وروادها في الوطن العربي في كتابه الحداثة مناقشة هادئة لقضية ساخنة ص 11 و 12 قائلا : " إننا بصدد فكر هدام يتهدد أمتنا وتراثنا وعقيدتنا وعلمنا وعلومنا وقيمنا ، وكل شيء في حاضرنا وماضينا ومستقبلنا " ، ويفرق الدكتور / خضر عريف في كتابة الحداثة مناقشة هادئة لقضية ساخنة بين مصطلح الحداثة والتجديد والمعاصرة فيقول : " والذي يدفع إلى ذلك الظن الخاطئ هو الخلط بين مصطلح الحداثة ( modernism ) ، والمعاصرة ( modernity ) ، والتحديث ( modernization )  وجميع تلك المصطلحات كثيرا ما تترجم إلى " الحداثة " على الرغم من اختلافها شكلا ومضمونا وفلسفة وممارسة . والواقع أن الاتجاه الفكري السليم يتفق مع التحديث ، ولكنه لا يتفق مع الحداثة . وإن يكن مصطلحا modernity و modernization يمكن الجمع بينهما ليعنيا المعاصرة أو التجديد ، فإن مصطلح modernism  يختلف عنهما تماما . إذ ينبغي أن نفرق بين مصطلحين أجنبيين ، من المؤسف أن كليهما يترجم ترجمة واحدة وهي ( الحداثة ) أما المصطلح الأول فهو : modernity  الذي يعني إحداث تجديد وتغيير في المفاهيم السائدة المتراكمة عبر الأجيال نتيجة وجود تغيير اجتماعي أو فكري أحدثه اختلاف الزمن .

       أما الاصطلاح الثاني فهو modernism ويعني مذهبا أدبيا ، بل نظريه فكرية لا تستهدف الحركة الإبداعية وحدها ، بل تدعو إلى التمرد على الواقع بكل جوانبه السياسية والاجتماعية والاقتصادية . . . وهو المصطلح الذي انتقل إلى أدبنا العربي الحديث ، وليس مصطلح modernity الذي يحسن أن نسميه المعاصرة ، لأنه يعني التجديد بوجه عام دون الارتباط بنظرية ترتبط بمفاهيم وفلسفات متداخلة متشابكة .

      ونحن في تعريفنا لمفهوم الحداثة لا نريد أن نتوقف عند ما قال به خصومها ، ولكن لا بد أن نتعرف عليه مما قال به أصحابها ومفكروها وسدنتها أيضا . يقول على أحمد سعيد الملقب بأودنيس وهو من رواد الحداثة العربية ومفكريها رابطا بينها وبين الحرية الماسونية : " إن الإنسان حين يحرق المحرم يتساوى بالله " . ثم يتنامى المفهوم الماسوني لكلمة الحرية إلى صيغته التطبيقية الكاملة في قوله " : إن التساوي بالله يقود إلى نفيه وقتله ، فهذا التساوي يتضمن رفض العالم كما هو ، أو كما نظمه الله والرفض هنا يقف عند حدود هدمه ، ولا يتجاوزها إلى إعادة بنائه ، ومن هنا كان بناء عالم جديد يقتضي قتل الله نفسه مبدأ العالم القديم ، وبتعبير آخر لا يمكن الارتفاع إلى مستوى الله إلا بأن يهدم صورة العالم الراهن وقتل الله نفسه " محاضرة الحداثة والتراث د . محمد هدارة .

     وقد عرف رولان بارت الحداثة بأنها انفجار معرفي لم يتوصل الإنسان المعاصر إلى السيطرة عليه فيقول : " في الحداثة تنفجر الطاقات الكامنة ، وتتحرر شهوات الإبداع في الثورة المعرفية مولدة في سرعة مذهلة ، وكثافة مدهشة أفكارا جديدة ، وأشكالا غير مألوفة ، وتكوينات غريبة ، وأقنعة عجيبة ، فيقف بعض الناس منبهرا بها ، ويقف بعضهم الآخر خائفا منها ، هذا الطوفان المعرفي يولد خصوبة لا مثيل لها ، ولكنه يغرق أيضا " محاضرة الحداثة والتراث د . محمد هدارة .

     ويتابع الدكتور هدارة قائلا : كما يصفها بعض الباحثين الغربيين " بأنها زلزلة حضارية عنيفة ، وانقلاب ثقافي شامل ، وأنها جعلت الإنسان الغربي يشك في حضارته بأكملها ، ويرفض حتى أرسخ معتقداته الموروثة " .

جذور الحداثة في الغرب
       ظهر تيار الحداثة في الغرب نتيجة للمد الطبيعي الذي دخلته أوروبا منذ العصور الوثنية في العهدين اليوناني والروماني ، امتدادا إلى عصر الظلمات ، مرورا بالعصور المتلاحقة التي تزاحمت بكل أنواع المذاهب الفكرية ، والفلسفات الوثنية المتناقضة والمتلاحقة ، وقد كان كل مذهب عبارة عن ردة فعل لمذهب سابق ، وكل مذهب من هذه المذاهب كان يحمل في ذاته عناصر اندثاره وفنائه .

     لقد عشق الغرب شتى المذاهب والتيارات الفكرية بدءا من اعتناق الوثنية ، وانتهاء بالانفجار الفكري اليائس الذي عرف بالحداثة ، مرورا بالمسيحية وما ترتب عليها من مفاسد الكنيسة وظلمها وظلامها ، وبالطبيعة التي هجرها شعراؤها وكتابها ليعشقوا الواقعية المزيفة التي ما لبثوا أن هجروها هربا إلى الكفر والإلحاد بالله كفرا صريحا جاهرا ، ثم تحولوا بكفرهم حامليه من بعد يأس على كواهلهم باحثين عن الخلاص الذي ينتشلهم من غرقهم الإلحادي ليجدوا أنفسهم يغوصون في وحول المادية التاريخية ، والجدلية السفسطائية ، غير أنهم لم يجدوا ضالتهم فيما بحثوا عنه فارتدوا هاربين ليلقوا بأنفسهم في أحضان الفن للفن ، ولكنهم لم تستقر لهم حال فتخبطوا خبط عشواء حتى استقر بهم السبيل إلى مهاوي الوجودية التي كشفت عن كل شيء فجعلت الحرية فوضى ، والالتزام تفلتا ، والإيمان بالأشياء كفرا " فلم يعد في حياة الغربي إلا أن تنفجر هذه المذاهب انفجارا رهيبا يحطم كل شيء ، يحطم كل قيمة ، لتعلن يأس الإنسان الغربي وفشله في أن يجد أمنا أو أمانا " الحداثة من منظور إيماني ص 17 .

      وقد جاءت الحداثة لتمثل هذا الانفجار الفكري الرهيب اليائس ، انفجار الإنسان الذي لا يعرف الأمن والأمان في ذاته آلاف السنين .

     وقد اختلف كثير من الذين أرخوا ونظروا للحداثة الغربية حول بداياتها الأولى ، وعلى يد من كتابهم ظهرت ونشأت ، ورغم ذلك يتفق بعضهم على أن إرهاصاتها المبكرة بدأت منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي على يدي " بودلير " الفرنسي صاحب ديوان   " أزهار الشر " . ولكنها لم تنشأ من فراغ ، بل هي امتداد لإفرازات المذاهب والتيارات الفكرية والاتجاهات الأدبية والايدیولوجية المتعاقبة التي عاشتها أوروبا في القرون الخوالي ، والتي قطعت فيها صلتها بالدين والكنيسة وتمردت عليه ، وقد ظهر ذلك جليا منذ ما عرف بعصر النهضة في القرن الخامس عشر الميلادي ، عندما انسلخ المجتمع الغربي عن الكنيسة وثار علي سلطاتها الروحية ، التي كانت بالنسبة لهم كابوسا مخيفا ، وسيفا مسلطا على رقابهم محاربا للدعوة للعلم الصحيح ، والاحترام لعقل الإنسان وتفكيره ، وفكره .

     وكان من الطبيعي أن نرى تخبط الغرب ، وتقلباته وثوراته على كل شيء من حوله ، ما دام لا توجد أرضية صلبة مستوية ينطلق منها ، لتصور مقبول للحياة والإنسان والكون عامة  ولا توابث قوية لهم لتكون مرتكزا يتكئون عليه نحو تقدمهم المادي ، ورقيهم الفكري والحضاري ، مما أدى إلى ظهور كثير من المتناقضات والتضاد ، وأن يهدموا اليوم بمعاول التمرد والثورة ما بنوه بالأمس ، إضافة إلى انعدام الروابط المتينة بين هذه الأفكار على اختلاف مشاربها وتباين اتجاهاتها سوى أنها تلتقي في مستنقع المادية الملحدة ، لذا نجدهم يتقلبون خلال المذاهب الفكرية والأدبية التي وسمتهم بخاتمها ، وطبعتهم بطابعها ، ولونتهم باتجاهاتها فتولدت عندهم الكلاسيكية التي كانت امتدادا طبيعيا لنظرية المحاكاة والتقليد التي أطلقها أرسطو ، والتي تعني أن الإنسان محدود الطاقات ، متمسك بأهداب التقليد ، مع الميل إلى التحفظ واللياقة ، ومراعاة المقام ، والخيال المركزي المجند في خدمة الواقع .

     تم تأسس الاتجاه الرومانسي على أنقاض الكلاسيكية التي وقفت عاجزة أمام تحقيق ما كان يصبو إليه الغرب من التخلص من آثار القديم ومحاكاته ، فوجدوا ضالتهم في مذهب ثوري متمرد على كل أشكال القديم وآثاره ، فقدست الرومانسية الذات ، ورفضت الواقع ، وثارت على الموروث ، وادعت أن الشرائع والعادات والتقاليد هي التي أفسدت المجتمع ، ويجب العمل على تحطيمها ، والتخلص منها ، ولكن الأمر غير المتوقع مع ما نادت به الرومانسية ، وجاهدت من أجل تحقيقه أنها قد فشلت فشلا ذريعا في تغيير الواقع ، فأوغل دعاتها في الخيال والأحلام ، والتحليق نحو المجهول .

      وقد تحول الغرب كما هي طبيعته فرارا من المجهول إلى المجهول ، ومن الضلال إلى الضلال ، ومن اللاواقع إلى ما هو أبعد من اللاواقع وكان ذلك ديدنهم على مدى قرون طوال يبحثون عن لا شيء لعلهم يجدون ذواتهم الضائعة في اتجاه جديد يخلصهم من معاناتهم وضياعهم وتيه نفوسهم ، فاتجهوا نحو ما عرف بالبرناسية ، ثم فروا منها لإلى ما عرف بالواقعية التي تطورت فيما بعد إلى الرمزية التي كانت حلقة الوصل بين تلك المذاهب الفكرية والأدبية وبين ما عرف اليوم بالحداثة ، وعلاقتها بالجانب الأدبي على أقل تقدير ، وكان على رأس المذهب الرمزي الكاتب والأديب الأمريكي المشهور " إدغار آلان بو " الذي تأثر به رموز الحداثة وروادها في الغرب أمثال مالاراميه ، وفاليري ، وموبسان ، كما كان المؤثر الأول والمباشر في فكر و شعر عميد الحداثيين في الغرب والشرق على حد سواء الشاعر الفرنسي المشهور " بودلير " كما ذكرنا آنفا .

      وقد نادى إدغار بأن يكون الأدب كاشفا عن الجمال ، ولا علاقة له بالحق والأخلاق ، وهذا ما انعكس على حياته بشكل عام ، حيث كان موزعا بين القمار والخمر والفشل الدراسي  والعلاقات الفاسدة ، ومحاولة الانتحار . وعلى خطا إدغار سار تلميذه بودلير ممعنا في الضلال ومجانبا للحق والفضيلة .

     ويعد بودلير مؤسس تيار الحداثة من الناحية الفنية الأدبية ، والذي نادى بالغموض في الأحاسيس والمشاعر ، والفكر والأخلاق ، كما قام المذهب الرمزي الذي أراده على تغيير وظيفة اللغة الوضعية بإيجاد علاقات لغوية جديدة تشير إلى مواضع لم تعهدها من قبل . . . ويطمح أيضا إلى تغيير وظيفة الحواس عن طريق اللغة الشعرية ، لذا لا يستطيع القارئ ، أو السامع أن يجد المعنى الواضح المعهود في الشعر الرمزي . كما يذكر د . عبد الحميد جیدة في كتابه الاتجاهات الجديدة في الشعر العربي المعاصر ص 121 .

     ومما لا جدال فيه أن الحداثة كمذهب أدبي تجديدي قامت في أساسها الأول على الغموض وتغيير اللغة ، والتخلص من الموروث بكل أشكاله ، وأجناسه ، وتجاوزهم للسائد والنمطي .

وكان بودلير الذي نمت وترعرعت على يديه بذرة الحداثة من أسوأ ما عرفت الآداب العالمية خلقا وإمعانا في الرذيلة ، وممارسة لكل ما يتنافي مع الأخلاق والعقيدة . يقول عنه مصطفى السحرتي في مقدمة ترجمة ديوان أزهار الشر لبودلير " لقد كانت مراحل حياته منذ الطفولة نموذجا للضياع والشذوذ ، ثم بعد نيل الشهادة الثانوية قضى فترة في الحي اللاتيني ، حيث عاش عيشة فسوق وانحلال ، وهناك أصيب بداء الزهري ، وعاش في شبابه عيشة تبذل ، وعلاقات شاذة مع مومسات باريس ، ولاذ في المرحلة الأخيرة من حياته بالمخدرات والشراب " .

      ويقول عنه الشاعر إبراهيم ناجي مترجم ديوان أزهار الشر " لإن بودلير كان يحب تعذيب الآخرين ويتلذذ به ، وكان يعيش مصابا بمرض انفصام الشخصية " .

    ولم يكن الطعن على شخصية بودلير متوقفة على بعض الشعراء والنقاد العرب الذين عرفوه من خلال شعره ، وعايشوه في مرحلة زمنية معينة في النصف الأول من القرن العشرين ، بل كان لأبناء جلدته أقوالا وآراء كثيرة حول هذه الشخصية الحية الميتة ، يقول عنه أحد كتاب الغرب : " إن بودلير شيطان من طراز خاص " . ويقول عنه آخر : " إنك لا تشم في شعره الأدب والفن ، وإنما تشم منه رائحة الأفيون " عوض القرني : الحداثة في ميزان الإسلام ص 23 .

       وقد عرف بودلير إضافة إلى ما عرف عن شخصيته الذاتية بنزعته الماركسية الثورية الفردية التي لا تنسجم مع المثل والمبادئ التي ينادي بها عصره آنذاك . يقول عنه محمد برادة في مجلة فصول العدد الثالث ص 13 ، 14 : " إن الخيبة التي انتهى إليها بودلير من مراهنته على حداثته ، ليس فقط أنه يعاني موت الجمال ويبكيه ، بل يعاني كذلك غيابا ، لا غياب الله ، أو موته ، بل أكثر من ذلك ، فالحداثة تغلف ، وتقنّع غياب البراكسيس وإخفاقه بمعناه الماركسي ، الباركسيسي الثوري الشامل ، وأنها تكشف هذا الغياب ، وستكون الحداثة داخل المجتمع البرجوازي هي ظل الثورة الممكنة " . كما يقول عنه غالي شكري في كتابه شعرنا الحديث إلى أين ص 16 " وقديما كان بودلير نبيا للشعر الحديث ، حيث تبلور إحساسه المفاجئ العليل بحياة فردية لا تنسجم مع المثل الذي ينادي بها العصر الذي يعيش فيه " .

     ثم أعقب بودلير رائد من رواد الحداثة في الغرب وهو رامبو الذي لا يقل شأنا عنه في المناداة إلى الهدم العقلاني لكل الحواس ، وأشكال الحب والعذاب والجنون ، ودعا إلى أن يكون الشعر رؤية ما لا يرى ، وسماع ما لا يسمع ، وفي رأيه أن الشاعر لا بد أن يتمرد على التراث وعلى الماضي ، ويقطع أي صلة مع المبادئ الأخلاقية والدينية ، وتميز شعره بغموضه ، وتغييره لبنية التراكيب ، والصياغة اللغوية عما وضعت عليه ، وتميز أيضا بالصور المتباعدة المتناقضة الممزقة كما يذكر د . عبد الحميد جيدة في كتابه الاتجاهات الحديثة في الشعر العربي المعاصر ص 148 .

       وقد تعاقب ركب الحداثيين في الغرب ، وسلكوا نفس الطريق الذي بدأه بودلير ، ورامبو ، وساروا على نهجهما ، ومن هؤلاء مالارمييه ، وبول فاليري ، حتى وصلت الحداثة الغربية شكلها المتكامل النهائي على يد الأمريكي اليهودي عزرا باوند ، والإنجليزي توماس اليوت .

وغدت الحداثة الغربية سلسلة متصلة الحلقات يتناقلها اللاحقون عن السابقين ، وهي إلى جانب ذلك متصلة شديدة الاتصال بما سبقها من وجودية ورمزية وسريالية ومادية جدلية ومادية تاريخية وواقعية واشتراكية علمية وبرناسية ، ورومانسية ، وبكثير من الأفكار والمبادئ والتيارات التي كانت قاعدة لها ، ومنطلقا فكريا مدها بكل ما حملته تلك المذاهب من فكر وأيدلوجيات ، وتمرد على كل ما هو سائد وموروث ، وتجاوزت حدود الأدب واللغة ليطال الدين والأخلاق والقيم والعلم . فهي تحطيم للماضي والحاضر والمستقبل .

      وهكذا نمت الحداثة الغربية وترعرعت في أوحال الرذيلة ، ومستنقعات اللاأخلاق ، وأينعت ثمارها الخبيثة على أيدي الشيوعيين من أمثال نيرودا ، ولوركا ، وناظم حكمت ،  وفتشنكو ، والوجوديين أمثال سارتر ، وسيمون دي بوفوار ، وألبير كامو ، وآتت أكلها على أيدي الجيل المنظر والداعم لها والمحفز على السير في ركابها من أمثال ألوي أراجون ،  وهنري لوفيفر ، وأوجين جراندال ، ورولان بارت ، ورومان ياكوبسون ، وليفي شترواس ،  وبياجيه ، وغيرهم كثر .

 

الحداثة العربية
      تسللت الحداثة الغربية إلى أدبنا ولغتنا العربية وفكرنا ومعتقداتنا وأخلاقياتنا كما تتسلل الأفعى الناعمة الملمس لتقتنص فريستها ، أن تشعر الفريسة بها إلا وهي جثة هامدة تزدردها رويدا رويدا ، هكذا كان تسلل الحداثة إلى عقول معتنقيها وروادها وسدنتها من أدباء ونقاد ومفكرين على امتداد الوطن العربي . وهي كغيرها من المذاهب الفكرية ، والتيارات الأدبية التي سبقتها إلى البيئة العربية كالبرناسة ، والواقعية ، والرمزية ، والرومانسية ، والوجودية ، وجدت لها في فكرنا وأدبنا العربي تربة خصبة ، سرعان ما نمت وترعرعت على أيدي روادها  العرب ، أمثال غالي شكري ، وكاهنها الأول والمنظر لها على أحمد سعيد المعروف " بأدونيس " ، وزوجته خالدة سعيد من سوريا ، وعبد الله العروي من المغرب ، وكمال أبو ديب من فلسطين ، وصلاح فضل ، وصلاح عبد الصبور من مصر ، وعبد الوهاب البياتي من العراق ، وعبد العزيز المقالح من اليمن ، وحسين مروة من لبنان ، ومحمود درويش ، وسميح القاسم من فلسطين ، ومحمد عفيفي مطر ، وأمل دنقل من مصر ، وعبد الله القذامي ، وسعيد السريحي من السعودية ، وغيرهم .

     وقد أشار غالي شكري في كتابه الشعر الحديث إلى أين إلى الروافد التي غذت بذرة الحداثة العربية فقال : " كانت هذه المجموعة من الكشوف تفصح عن نظرة تاريخية تستضيء بالماضي لتفسر الحاضر، وتنبئ بالمستقبل . فالمنهج الجدلي ، والمادية التاريخية يتعرفان على أصل المجتمع ، ثم يفسران أزمة العصر ، أو النظام الرأسمالي ، ثم يتنبآن بالمجتمع الاشتراكي الذي ينعدم فيه الصراع الطبقي " .

    ويقول أدونيس في كتابه التابث والمتحول كما ذكر الدكتور محمد هدارة في مقال له نشر في مجلة الحرس الوطني السعودي : " لا يمكن أن تنهض الحياة العربية ، ويبدع الإنسان العربي إذا لم تنهدم البنية التقليدية السائدة للفكر العربي ، ويتخلص من المبنى الديني التقليدي الاتباعي " . وهذه الدعوة الصريحة والخبيثة في حد ذاتها دعوة جاهرة للثورة على الدين الإسلامي ، والقيم والأخلاق العربية الإسلامية ، والتخلص منها ، والقضاء عليها .

    ثم يقول أدونيس أيضا في مقابلة أجرتها معه مجلة فكر وفن عام 1987 م : " إن القرآن هو خلاصة ثقافة لثقافات قديمة ظهرت قبله . . . وأنا أتبنى التمييز بين الشريعة والحقيقة ، إن الشريعة هي التي تتناول شؤون الظاهر ، والحقيقة هي التي يعبرون عنها بالخفي ، والمجهول ، والباطن ، ولذلك فإن اهتمامي بالمجهول ربما يأتي ، ويتغير باستمرار ، وهذا ما يتناقض مع الدين " .

    مما سبق يتضح أن رواد الحداثة لم يكونوا دعاة للتجديد بمفهومه المتعارف عليه في اللغة ولا يعني بالأدب والشعر كما يدعون ، وإنما هم دعاة للهدم والتخريب ، كما يعلنون عن ذلك صراحة في كتبهم النقدية ودواوينهم الشعرية ومؤلفاتهم بشكل عام . فقد ضل كثير منهم يخلط بين الحداثة كمنهج فكري ، يدعو إلى الثورة والتمرد على الموروث والسائد والنمطي بأنواعه المختلفة عقيدة ولغة وأدبا وأخلاقا ، وبين المعاصرة والتجديد الذي يدعو إلى تطوير ما هو موجود من ميراث أدبي ولغوي ، والإضافة عليه بما يواكب العصر ، ويتواءم مع التطور ، منطلقا من ذلك الإرث الذي لا يمكن تجاوزه بحال من الأحوال ، فهو عنوان الأمة ، ورمز حضارتها ، والأمة التي لا موروث لها لا حضارة لها ، وجديدها زائف ممجوج .

     وقد تسللت الحداثة الغربية إلى فكرنا العربي في غفلة دينية لدى الكثيرين من المثقفين العرب المسلمين ، وإن كان القلة منهم هم الذين تنبهوا لهذا الخطر الداهم للغتهم وعقيدتهم وأدبهم على حد سواء ، فحاولوا التصدي لها بشتى الطرق والوسائل المتاحة والممكنة ، ولكن سدنتها كانوا أسرع إلى التحايل على الجهلة وأنصاف المثقفين ممن يدعون أنهم منفتحون على الفكر الغربي وثقافته ، ولا بد أن يواكبوا هذا التطور ويتعاملوا معه بما يقتضيه الواقع ، وإن كان واقعا مزيفا لا يخطف بريقه إلا عقول الجهلاء والأتباع . فأخذ دعاتها على عواتقهم تمرير هذه البدعة الجديدة ، وجاهدوا في الوصول إلى أغراضهم الزائفة حتى استطاعوا أن يقنعوا الكثيرين بها باعتبارها دعوة إلى التجديد والمعاصرة تهدف إلى الانتقال بالأدب العربي المتوارث نقلة نوعية جديدة تخلصه مما علق به من سمات الجمود والتخلف ليواكب التطور الحضاري الذي يفرضه واقع العصر الذي نعيشه ، والذي تفرضه سنن الحياة . لذلك نجد أدونيس يقول في كتابه الثابت والمتحول ج 3 ص 9 : " ومبدأ الحداثة هو الصراع القائم بين السلفية والرغبة العاملة لتغيير هذا النظام وقد تأسس هذا الصراع في أثناء العهدين الأموي والعباسي ، حيث نرى تيارين للحداثة : الأول سياسي فكري ، ويتمثل من جهة في الحركات الثورية ضد النظام القائم ، بدءا من الخوارج ، وانتهاء بثورة الزنج ، مرورا بالقرامطة ، والحركات الثورية المتطرفة ، ويتمثل من جهة ثانية في الاعتزال والعقلانية الإلحادية وفي الصوفية على الأخص " .
    ثم يواصل أدونيس حديثة قائلا : " هكذا تولدت الحداثة تاريخيا من التفاعل والتصادم بين موقفين وعقليتين في مناخ تغير ، ونشأت ظروف وأوضاع جديدة ، ومن هنا وصف عدد من مؤسسي الحداثة الشعرية بالخروج " المرجع السابق ج3 ص11 .

    ويعتبر أدونيس المنظّر الفكري للحداثيين العرب الذي أخذ على عاتقه نبش كتب التراث ليستخرج منها كل شاذ ومنحرف من الشعراء والأدباء والمفكرين من أمثال بشار بن برد وأبي نواس ، لأن في شعرهم كثير من المروق على الإسلام ، والتشكيك في العقائد ، والسخرية منها ، والدعوة للانحلال الجنسي كما يذكر عوض القرني في كتابه الحداثة في ميزان الإسلام ص 28 . ويواصل القرني حديثه : " وهكذا بعد أن حاول الحداثيون العرب أن يوجدوا لهم جذورا تاريخية عند فساق وزنادقة ، وملاحدة العرب في الجاهلية والإسلام ، انطلقت سفينتهم غير الموفقة في العصر الحديث تنتقل من طور إلى آخر متجاوزة كل شيء إلى ما هو أسوء منه ، فكان أول ملامح انطلاقتهم الحديثة هو استبعاد الدين تماما من معاييرهم وموازينهم بل مصادرهم ، إلا أن يكون ضمن ما يسمونه بالخرافة ، أو الأسطورة ، ويستشهد على صحة قوله بما نقله عن الكاتبة الحداثية خالدة سعيد في مجلة فصول بعنوان الملامح الفكرية للحداثة حيث تقول : " إن التوجهات الأساسية لمفكري العشرينات تقدم خطوطا عريضة تسمح بالقول إن البداية الحقيقية للحداثة من حيث هي حركة فكرية شاملة ، قد انطلقت يوم ذاك ، فقد مثل فكر الرواد الأوائل قطيعة مع المرجعية الدينية والتراثية كمعيار ومصدر وحيد للحقيقة ، وأقام مرجعين بديلين : العقل والواقع التاريخي ، وكلاهما إنساني ، ومن ثم تطوري ، فالحقيقة عند رائد كجبران ، أو طه حسين لا تلمس بالعقل ، بل تلمس بالاستبصار عند جبران ، والبحث المنهجي العقلاني عند طه حسين " الحداثة في ميزان الإسلام ص 29 ، 30 عوض القرني .

     ومن دعاة الحداثة العربية ـ وهم كثر ـ نذكر منهم على سبيل المثال ، علي أحمد سعيد " أدونيس " وزوجته خالدة سعيد ، وعبد الله العروي ، وكمال أبوديب ، وصلاح فضل ،  وصلاح عبد الصبور ، وعبد العزيز المقالح ، وحسين مروة ، ومحمد عفيفي مطر ، وأمل دنقل  وعبد الوهاب البياتي ، واحمد مطر ، ومحمود درويش ، وسميح القاسم ، وعبد الله الغذامي ، وسعيد السريحي ، وعبد الله الصيخان ، ومحمد التبيتي ، وأحمد نائل فقيه من المملكة العربية السعودية ، وهؤلاء منهم الشعراء ، ومنهم النقاد ، والكاتبون .

 

إعداد الدكتور / مسعد محمد زياد
دكتوراه في الأدب الحديث والنقد  جامعة الخرطوم
مشرف و مطور تربوي و محاضر في العلوم اللغوية و التربوية و مستشار تربوي لمنتديات الحصن النفسي   

 

 * ملاحظة: لا اعتقد كمحرر المدونة أن هولاء الادباء جميعهم يصدق عليهم كل طعن و قدح ذكر في حق الحداثة في معناها اللامقبول و قد يكون منهم من اتخذ من شعارات الحداثة و ذلك في مستواها الظاهرية و ليس الباطنية، فرشاة يلون بها لافتاته.     





الترجمة عن العربية الي الفارسية

الترجمة عن العربية

 

ترجمه از عربی به فارسی

در این بخش با توجه به جملات برگردان فارسی به شیوه های ترجمه و کاربرد واژه های معادل کلمات عربی توجه کنید. برخی از تعابیر بصورت لفظ به لفظ ترجمه نشده و بگونه ای بردگردان می شوند که برای مخاطب فارسی زبان با فرهنگ خاص و دانش عمومی حاکم بر جامعه ایرانی و شیوه سخن گویی طبقات فکری مختلف به فهم همگان نزدیک باشد. به این نکته در این نمونه توجه کنید. آیا می توانید شکل بهتری از جمله فارسی را معادل جمله های عربی بکار ببرید تا استواری و خوانش پذیری متن افزایش یابد ؟ در صورتی که چنین توانی در خود دیدید ، پیشنهادهای خود را در متن اعمال کنید تا تجربه ای از ترجمه یک متن بلند داشته باشید.

و اینک متن مقاله عربی و در ادامه هر فقره برگردان فارسی :

 

 مستقبل الاماكن المقدسة في القدس المحتلة

 آینده سرزمینهای مقدس در قدس اشغالی

 

بدأت الاعتدادات الإسرائيلية على الحرم القدسي مع بداية احتلال مدينة القدس عام 1967 ، بهدم حارة المغاربة بزواياها ومبانيها ومساجدها ، خاصة المباني الملاصقة للسورالمغربي للحرم. إضافة إلى ذلك تم تحطيم الباب الرئيسي للمسجد الأقصى والأقواس والنوافذ الجصية فوق مداخل الأقصى في أثناء الحرب، ثم أجريت حفريات ما زالت مستمرة حتى اليوم، ولا سيما في المنطقتين الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية.

از سال 1967 با تخریب محله المغاربه و تمام ساختمانها و مساجد و ارکان آن و نیز تخریب دروازه اصلی و طاقها و پنجره ها در طول جنگها و درگیرها تجاوز صهیونیستها به مسجد الاقصی و شهر قدس آغاز شد و تا به امروز حفاریهای پنهانی و تعرض به این حرم شریف ادامه دارد.

وأثرت هذه الحفريات في المباني فارتجت أساساتها وتصدع بنيانها وأصبحت آيلة للسقوط كما حدث في "المدرسة الجوهرية" و" رباط الكرد" والمدرسة التنكزية" وغيرها من الأبنية التاريخية والأثرية العائدة إلى الفترات الأموية والعباسية والمملوكية. والجدير بالملاحظة أن تلك الأبنية تعتبر من أهم المعالم الحضا رية لمدينة القدس التي تبرز الوجه الإسلامي لها. وعلى مدى اثنين وأربعين عامأ من الاحتلال، جهدت السلطات الإسرائيلية لتغيير طابع المدينة واضفاء وجه آخر لها ، وفرض واقع جديد وملامح غير إسلامية.

این حفاریها در ساختمان مسجد اثر کرده و پایه ها و ارکان آن به سستی گراییده و رو به سقوط می باشد و شماری از ساختمانها نظیر مدرسه جوهریه و رباط الکرد و مدرسه تنکزیه و دیگر آثار تاریخی مربوط به دورانهای اموی و عباسی و عثمانی فروریخته و با نابودی آن چهره اسلامی شهر قدس بعنوان نخستین قبله مسلمین رو به افول نهاده است.رژیم صهیونیستی طی 42 سال اخیر کوشیده است با تخریب اماکن و ساختمانهای اسلامی فضای روحانی و دینی شهر قدس را تغییر داده و با ساخت نمادهای یهودی جعلی و تاریخی خواندن آن ،بسوی یهودی سازی شهر پیش رفته اند.

 


لكن لماذا قررالإسرائيليون الحفر حول المسجد الأقصى ؟ يعود ذلك إلى الاعتقاد التقليدي بوجود هيكل سليمان في تلك المنطقة. هكذا كان هدف الحفريات في محاولة الوصول إلى أي أثار تاريخية يهودية في القدس والعثور بشكل خاص على موقع الهيكل المزعوم، اعتماداً على اعتقاد شائع بين اليهود أن الموقع هو في منطقة الحرم القدسي. جاء تمويل الحفريات من قبل بلدية القدس ووزارة المالية والإسكان والثقافة والتعليم وسلطة تطوير البلدة القديمة تحقيقاً لهذا الهدف.

  

اما صهیونیستها با بهانه قراردادن این ادعا که معبد موهوم سلیمان در زیر این مسجد است ،برای یافتن هرگونه اثری از آثار یهودیت تمام منطقه زیر این مسجد را حفاری کرده اند و با وجود اینکه خطر فروریختن مسجد وجود دارد همچنان به حفاریها ادامه می دهند و البته روشن است که این ادعا تنها بهانه ای برای تخریب مسجد است و البته یهودیها خود نیز می دانند که ادعایشان باطل است.

برای این حفاریها شهرداری قدس ،وزارت دارایی،مسکن،فرهنگ،آموزش و سازمان بازسازی شهر قدیم قدس بودجه هایی را هزینه کرده اند تا هدف تخریب مسجد هر چه زودتر به دست آید.

 

الموقف الاسرائيلي:
بعد الاحتلال مباشرة طرحت مشروعات حلول كلها تصب في المصلحة الإسرائيلية. فقد قدم أستاذ القانون البارزفي إسرائيل، بنيامين أكتين، مشروع تسوية شبه دولية للأماكن المقدسة في البلدة القديمة، ثم طرحت الحكومة الإسرائيلية مشروعأ يقضي بأن تبقى السيادة على المدينة بيد "دولة إسرائيل"، ومنح بعض الأماكن حصانة دبلوماسية لا تمس بالسيادة على المكان. وفي عام 1982 أعلن القاضي حاييم كوهيم مشروعه الذي ينص على تشكيل مجلس للأماكن المقدسة يضم ممثلين عن الطوائف الدينية جميعها.

موضع اسرائیل

پس از اشغال راه حلهای بسیاری مطرح شده که همگی با جانبداری از صهیونیستها بوده است. بنیامین اکتین استاد برجسته حقوق در اسرائیل طرح راه حل شبه بین المللی را برای اماکن مقدس شهر قدیم قدس ارائه کرد و بعد از آن رژیم صهیونیستی طرحی را مبنی بر باقی ماندن سیادت شهر در دست اسرائیل- به استثنای برخی مکانهای سیاسی- مطرح کرد.در سال 1982 نیز قاضی حاییم کوهین طرح خود مبنی بر تشکل شورای اماکن مقدس شامل نمایندگانی از ادیان مختلف مطرح نمود. گدعون رافائل نیز خواستار تشکیل یک نظام دینی بین المللی با عضویت شخصیتهای مقبول یهودی و مسیحی و مسلمان برای نظارت بر اماکن مقدس شد.ایهود باراک نخست وزیر سابق صهیونیستها نیز پیشنهاد کرد که نظارت بر مسجد الاقصی بعهده شورای امنیت باشد .


أما السفيرجدعون رفاثيل فقد أصر على إقامة سلطة دينية دولية تتألف من شخصيات لها اعتبار دولي ما بين اليهود والنصارى والمسلمين. ومن جانبه، اقترح رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك ( 1999- 2001) ، أن تكون السيادة على المسجد الأقصى لمجلس الأمن الدولي. وفي الوقت ذاته، تسابق اليهود على الدعوة إلى إقامة كنيس داخل الحرم القدسي وتحويل "المدرسة العمرية" المحاذية للسور الشمالي إلى كنيس لإقامة الشعائر اليهودية.

اما همزمان یهودیان صهیونیست در ارائه پیشنهادهای ساخت معبدی در درون مسجد الاقصی و تبدیل مدرسه عمریه در کنار دیوار شمالی به کنیسه ای برای اقامه مراسم یهودی از هم پیشی می جستند. زمانی که یوسی بیلین رئیس سابق کنیست برای مشارکت در تهیه طرح ژنو در سال 2003 اقدام کرد ،احزاب چپ اسرائیل از وی حمایت کردند و تاکید کردند که اسرائیلی ها هرگز از "حق" خود در ساخت معبد به جای مسجد را فراموش نکرده اند!

 

وبشكل عام تمحورت الاقتراحات جميعها الخاصة بالمسجد الأقصى حول سيادة منقوصة ماطلت فيها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وصولا إلى مرحلة متقدمة تتحدث عن تقسيم ساحات المسجد الأقصى ليكون ما تحت المسجد لليهود وما فوقه للمسلمين.

در اقدامی دیگر آریل شارون نخست وزیر اسبق صهیونیستها در سفر سال 2005 به امریکا و دیدار با بوش پسر طرح تقسیم مسجد الاقصی را پیش انداخت. حکومت اسرائیلی به مرحله ای دیگر پا گذاشت و بعد از آنی که یهودیان حق ورود به محوطه مسجد الاقصی را نداشتند با پیروی از سیاست گام به گام که خطرناکترین سیاست در برابر هویت و قداست اماکن اسلامی و مسیحی در حال تخریب است، حرکت برای آلودن این مکان مقدس به گامهای پلید خود را آغاز کردند. همین اقدام درباره حرم ابراهیم در الخلیل نیز انجام شده و سرانجام به تقسیم مسجد انجامید.

 


وجاء الدعم من الأحزاب اليسارية الإسرائيلية عندما صرح يرسي بلين، الذي أسهم في إعداد وثيقة مبادرة جنيف في عام 2003 . بأن الإسرائيليين لم يتخلوا في المبادرة عن حقهم في إقامة هيكل سليمان اليهودي مكان المسجد الأقصى. وفي خطوة لافتة للنظر حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، آرييل شارون، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة عام 2005، ولقائه الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، مشروعا بتقسيم المسجد الأقصى. وانتقلت السلطات الإسرائيلية إلى مرحلة جديدة، فبعد أن كان يحظر على اليهود دخول ساحات المسجد الأقصى، أخذت تنتهج سياسة الخطوة خطوة وهي مرحلة تعتبر من أخطر ما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية بعد خطر الهدم والعزل والاستيلاء على المنازل واقامة الكنيس على مقربة من المسجد الأقصى. ويذكر أن هذه الخطوات استخدمت في حينه تجاه الحرم الإبراهيمي في الخليل، وأسفرت عن تقسيم المسجد في نهاية المطاف.

وتؤيد هذه الرؤية أطراف وأحزاب يمينية إسرائيلية وشخصيات، منها عتنائيل شنلر عضو "كاديما"، الذي نقلت عنه صحيفة "هآريتس" في مارس/آذ ار الماضي تأكيده أن حزبه يفصل، الآن، بين المدينة التاريخية ( القدس القديمة والأحياء التي تجاورها ) والأحياء العربية الكثيرة البعيدة عن النواة التراثية التي لم تكن قط جزءا من القدس ( البلدة القديمة، جبل المشارف، جبل الزيتون، مدينة داود، والشيخ جراح، ستبقى في أيدينا ، لكن القرى والأحياء المحيطة ليست جزءا من القدس التاريخية) . وتبعه أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية الحالي، رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، فقال إنه لا يوجد أي سبب لأن يبقى جبل المكبر، وشعناط، والعيزرية، والرام والأحياء الأخرى جزءا من "دولة إسرائيل"، كما أوردت صحيفة "معاريف " 12/12/2005 . وحسب مصادر مقربة منه، يبدي ليبرمان استعداده للتنازل أيضا عن سلوان أسفل مدينة داود، وعين سلوان، وصور باهر، وبيت حنينا ، وعناتا ، لكنه لا ينوي التخلي عن البلدة القديمة. وكان قد أعلن في جلسة الحكومة الإسرائيلية بتاريخ 7 /10 / 2007 أنه يؤيد إعادة بعض ضواحى القدس إلى السيطرة الفلسطينية الأمر الذي وافقه عليه الوزير جدعون عزرا أيضا. كما تسرب جزء من الاتفاق الفلسطيني-الإسرائيلي الذي عقد بين محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، ورئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود أولمرت، بأن تتواصل الرعاية الأردنية للأماكن المقدسة في القدس ولكل من يقطن داخل أسوارالبلدة القديمة.

این دیدگاه را احزاب و محافل راستی اسرائیل نیز پذیرفتند.از جمله عتنائیل شنلر عضو حزب کادیما که در ماه مارس گذشته در روزنامه صهیونیستی هاآرتض گفته بود حزب وی اکنون شهر قدس(شهر قدیم،جبل المشارف،جبل الزیتون،شهر داوود،شیخ جراح) و محله های پیرامون آنرا از محله های عربی پراکنده دور از مرکز تاریخی شهر قدس که هیچگاه جزء این شهر نبوده اند،جدا می داند.

افیگدور لیبرمان وزیر خارجه کنونی و رئیس حزب اسرائیل بیتنا نیز به تبع وی گفت :دلیلی وجود ندارد که شعناط،جبل المکبر،عیزریه،الرام،و محله های دیگری جزئی از "دولت اسرائیل" باشند و حتی می توان از سلوان ،عین سلوان،صور باهر،بیت حنینا و عنالتا نیز چشم پوشید ولی هرگز نمی توانیم از شهر قدیم صرفنظر کنیم. همچنین وی در جلسه کابینه صهیونیستی7 /10 / 2007 با بازگرداندن برخی مناطق فلسطینی به حکومت خودگردان ابومازن موافقت کرده بود. در مذاکرات وی با ابومازن نیز توافق شده بود نظارت اردن بر اماکن مقدس و ساکنان محلات اطراف آن همچنان باقی ماند تا بدین ترتیب مشکلی هم برای صهیونیستها پیش نیاید.

 


يقضي هذا التوجه بأن يبقى الحوض المقدس والبلدة القديمة تحت الرعاية الأردنية وأن يعطى سكانها أرقاما وطنية أردنية وتشكل لجنة إشراف عليا على القدس تضم الأردن ومصر والجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إضافة إلى الأمم المتحدة. ولا تزال مسألة الحي الأرمني مشكلة كبيرة تنتظرالحل. وفي خطوة مفاجئة تقدم خمسة من كبار المسؤولين السابقين في وزارتي الدفاع والخارجية الإسرائيليتين عام 2007 باقتراح ينص على تقسيم القدس كعاصمة إلى دولتين مقابل التنازل عن حق العودة.

این توافق بدین معناست که مناطق مقدس و شهر قدیمی تحت نظر اردن قرار گرفته و ساکنان فلسطینی کارت هویت اردنی دریافت کرده و شورای نظارت بر قدس متشکل از نمایندگان اردن ،مصر و دو طرف فلسطینی و اسرائیلی علاوه بر سازمان ملل شکل گیرد و البته مشکل محله ارمنی همچنان باقیست.در اقدامی غافلگیر کننده دیگری پنج تن از مسوولان سابق وزارتخانه های دفاع و خارجه اسرائیلیها در سال 2007 طرح تقسیم قدس بعنوان پایتخت دو دولت را در برابر دست برداشتن فلسطینی ها از پافشاری بر حق بازگشت مطرح کردند.

 


وكانت هناك خطة حاييم وامون وهو من حزب "كاديما" الحاكم، أنذاك، وتنص على وضع الأحياء اليهودية في القدس تحت السيادة الإسرائيلية والأحياء العربية تحت السيادة الفلسطينية، أما المواقع الإسلامية المقدسة فستؤول لسيادة خاصة ومواقع مقدسة أخرى ستظل تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد. وفي القدس فإن ما هو عربي سيكون فلسطينيا، وما هو يهودي سيكون إسرائيليا من أجل ضمان محافظة مدينة القدس على أغلبية حاسمة يهودية سكانية، وهذا يتلاءم مع ما أخذ في الاعتبار عند تشكيل "كاديما". كما طرح "معهد القدس لأبحاث إسرائيل" مشروعه الخاص في البلدة القديمة باعتبارها "منطقة محايدة أومركزا إنسانيا شاملا". وهذا الحل يقضي بتقسيم الصلاحيات حسب الأحياء أومنح طرف دولى صلاحية الإشراف على الأماكن المقدسة وربما الحفاظ عليها، وتكون السيادة مشتركة بين إسرائيل والفلسطينيين وربما جهات أخرى أيضا بحيث تعطى كل خدمة وصلاحية بشكل متوازمن قبل كل طرف.

طرح حاییم رامون از حزب کادیما و معاون اولمرت نیز حاکی از سیطره یهودی بر محله های یهودی نشین قدس و سیطره حکومت خودگردان فلسطینی بر محله های فلسطینی بوده و اماکن مقدسه اسلامی تحت نظر حکومتی ویژه و اماکن مقدس دیگر تحت سیادت همیشگی اسرائیل قرار خواهد گرفت. در قدس نیز هر آنچه عربی بوده ،تحت نظر فلسطینی ها و آنچه یهودی است تحت سلطه حکومت اسرائیلی قرار گیرد تا اکثریت جمعیتی یهودی آن احساس امنیت کند یعنی نکته ای که در اساسنامه حزب کادیما نیز ذکر شده است.

مرکز تحقیقات اسرائیلی قدس نیز طرح خود درباره شهر قدیم بعنوان منطقه بیطرف یا مرکز انسانی فراگیر ارائه نمود که بر اساس آن اختیارات بر اساس محله ها تقسیم شده یا یک طرف بین المللی اختیار نظارت بر اماکن مقدس و شاید حفاظت از آنها را بعهده می گیرد و سیادت بین فلسطینی ها و اسرائیلی ها مشترک خواهد بود و شاید طرفهای دیگری نیز برخی وظایف یا اختیارات را به نام خود کنند.

 


ماذا قالت أميركا؟
بعد صدور قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية ومنها القدس، وحسب قراري الأمم المتحدة 338 و 242 فقد اعتبرت القدس أراضي محتلة . وتطور موقف واشنطن منذ عام 1967 حتى اليوم تبعأ لتغير الإدارة الأميركية وطبيعة العلاقات التي أقامتها مع الحكومة الإسرائيلية.

وشكلت التسريعات التي أطلقتها الإدارة الأميركية عام1994 خلال ولاية الرئيس الأسبق، رونالد ريغان ، ممثلة بسفيرتها في الأمم المتحدة (ووزيرة الخارجية لاحقا ) ، مادلين أولبرايت، التي اقترحت فيها تدويل القدس وتحقيق مبدأ السيادة الإلهية على مقدسات المدينة ومنها المسجد الأقصى، تطوراً كبيراً في هذا السياق. وتبع هذا التطور تطور آخر شهدته وقائع " قمة الألفية " التي عقدت في نيويورك في سبتمبر/أيلول عام 2000 ، تمثل في استخدام الولايات المتحدة الصيغة اليهودية للحرم القدسي عندما أطلقت أولبرايت على المسجد الأقصى تسمية"جبل الهيكل" واعتبرهذا الاستخدام دليلأ على النوايا الأميركية تجاه الحل السياسي للأماكن المقدسة، ما حمل يومها الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، على الانسحاب من الجلسة.وفي دعم آخر للسياسة الإسرائيلية تجاه الأماكن المقدسة في المناسبة ذاتها، طمأنت أولبرايت رئيس الوزراء الإسرائيلي، يومها، إيهود باراك بأنه لن تكون هناك سيادة فلسطينية على المسجد الأقصى رافضة الاعتراف بأن القدس هي منطقة فلسطينية محتلة.

دیدگاه امریکا

پس از قطعنامه های سازمان ملل درباره اشغال سرزمینهای فلسطینی و قدس از سوی اسرائیل و بخصوص شماره های 338 و 242 ،قدس سرزمینی اشغالی شناخته شد ولی با این وجود موضع امریکا درقبال این مساله همواره به رابطه این کشور با رژیم صهیونیستی وابسته بوده است.

اما اقداماتی که دولت امریکا در زمان ریگان و توسط نماینده خود در سازمان ملل مادلین البرایت مبنی بر جهانی سازی حل سماله قدس و عملی کردن اصل سیادت الهی بر مقدسات این شهر و از جمله مسجد الاقصی انجام داد،مرحله تازه ای از تحولات این قضیه بود. پس از آن نیز رخداد دیگری در سال 2000 رخ داد که امریکا ویرایش یهودی مسجد الاقصی را با بکار بردن عنوان "جبل الهیکل" برای مسجد الاقصی ،باب کرد که نشانگر رویکرد تازه امریکا درباره حل این مشکل بود و باعث شد یاسر عرفات جلسه را ترک کند. در عرصه ای دیگر آلبرایت به نخست وزیر اسرائیل ایهود باراک اطمینان داد که فلسطینیها هرگز بر مسجد الاقصی سیادت نخواهند یافت چرا که قدس منطقه اشغالی نیست!

 

 

رأي الأردن وفلسطين:
حاول الجانب الفلسطيني باجتهادات من مفاوضيه أن يضع بعض الحلول لقضية الأماكن المقدسة ومدينة القدس، كما أن الأردن و"جامعة الدول العربية" و"منظمة المؤتمر الإسلامي " والمؤتمرات العربية طرحت حلولا كان أهمها مشروج عدنان أبوعودة، المستشار السابق، للعاهل الأردني، الذي كتب في مجلة " فورين أفيرز" عام 1992 ، معربا عن رأيه أن القدس داخل الأسرار لا تنتمي إلى أي دولة أو دين ولن تكون عليها سيادة سياسية ويطلق عليها اسم (Jerusalem) ويديرها مجلس يمثل السلطات الدينية العليا الإسلامية والمسيحية واليهودية.

دیدگاه اردن و فلسطین

طرف فلسطینی نیز با تلاش نمایندگان خود کوشیده است راه حلهایی برای این قضیه بیابد و اردن و سازمان کنفرانس اسلامی و اتحادیه عرب و دیگر همایشهای عربی نیز راه حلهایی ارائه کردند. از جمله این طرحها طرح عدنان ابوعوده مشاور سابق شاه اردن در فارین افیر سال 1992 بود مبنی بر اینکه قدس به هیچ دولت یا دینی متعلق نبوده و سیادت سیاسی نمی پذیرد و با نام جروشالم شورایی از نمایندگان ادیان اسلامی مسیحی و یهودی آنرا اداره کنند.

 


إن التعاطي مع الوقائع الميدانية التي أوجدتها سياسات إسرائيل لجهة المصادرة والتوطين وفرض الحقائق على الأرض، علاوة على القانون الأساس الذي سنه الكنيسة بجعل "مدينة القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل" ، أدت كلها إلى تغيير مواقف بعض الأوساط الفلسطينية والعربية. وبدأ هذا التبدل بالإقرار بإمكان أن تكون القدس الغربية عاصمة "للدولة العبرية" والشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية شريطة ضمان حرية الوصول إلى أماكن العبادة الإسلامية والمسيحية. بل إن الرئيس الراحل عرفات تحدث في أثناء توقيع اتفاقية أوسلو" ب " عن القدس بوصفها "المركز الاقتصادي والروحي والديني للشعب الفلسطيني " من دون أن يذكر أنها ستكون العاصمة الفسطينية. وفي خطوة متقدمة من الجانب الفلسطيني طرحت الوثيقة المعروفة بوثيقة " يوسي بيلين أبو مازن" عام 1995 ، اللذ ين اقترحا إمكانية اتخاذ أبو ديس عاصمة للفلسطينيين مع تشكيل "بلدية سقف" في القدس وبلديتين فلسطينية واسرائيلية، الأمر الذي يستبقي السيادة الإسرائيلية عليها ويرضي الطرف الفلسطيني.

نحوه برخورد با شرایط میدانی که اسرائیل با مصادره و اسکان و اقدامات جبری در منطقه بعلاوه قانون اصلی کنیست مبنی بر" مرکزیت ابدی قدس برای اسرائیل " همگی باعث شد مواضع طرفهای فلسطینی و عربی تغییر کند.این تغییرات کم کم با اقرار برخی بر پایتختی قدس غربی برای "دولت اسرائیلی" و پایتختی قدس شرقی برای فلسطین به شرط دسترسی به اماکن مذهبی ،شکل گرفت .حتی یاسر عرفات نیز در اوسلو 2 قدس را پایتخت فلسطین ننامید . از سوی دیگر طرف فلسطینی طرح معروف به "یوسی بیلین –ابومازن" در سال 1995 که ابودیس را بعنوان پایتخت فلسطین با امکان تشکیل یک شهرداری اصلی در قدس و دو شهرداری فرعی فلسطینی اسرائیلی مطرح کردند تا سیادت اسرائیل حفظ و طرف فلسطینی نیز راضی گردد.

 

 

أما " معاهدة وادي عربة " التي أبرمها الأردن مع إسرائيل عام 1994 ، فقد نصت على تثبيت الوضع القائم بأن يبقى الأردن من خلال داثرة الأوقاف الإسلامية مشرفا وراعيا للأماكن الإسلامية المقدسة، على أن تأخذ إسرائيل في الاعتبار الدور الأردني التاريخي على الأماكن المقدسة عند انعقاد مفاوضات الوضع النهائي. وأشار إلى ذلك الملك الراحل حسين بن طلال في الخطاب الذي ألقاه أمام الكونغرس الأميركي في 26 / 7 / 1994 ، إذ قال فيه " إن معتقداتي الدينية توجب أن تكون السيادة على الأماكن المقدسة في مدينة القدس بيد المولى تعالى وبحوزته فقط. إن من الواجب تعزيز الحوار بين الأديان ومن الواجب أيضا منح سيادة دينية للمؤمنين من الأديان الثلاثة بما ينسجم مع دياناتهم، وبهذا الشكل فإن القدس ستصبح رمزا للسلام بالنسبة إلى الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء ، عندما يتحدد وضعها في مفاوضات الوضع النهائي حول المدينة".

اما معاهده "وادی عربه" که در سال 1994 اردن با اسرائیل رقم زد بر تثبیت وضع کنونی یعنی نظارت اردن بر منطقه از طریق اداره اوقاف اسلامی و ناظر بر اماکن اسلامی باقی بماند و اسرائیل در مذاکرات حل نهایی این مساله را در نظر گیرد. ملک حسین بن طلال نیز در سخنانی در برابر کنگره امریکا به این نکته اشاره کرد که : باورهای دینی من بیانگر آنست که سیادت بر قدس شریف تنها به دست خدای تعالی باشد. بایستی گفتگوی ادیان را تقویت کرد و به مومنان سه دین سیادت دینی بخشید تا قدس رمز صلح دو طرف فلسطینی و اسرائیلی باشد .

 

 

وفي تطور آخر حول مستقبل القدس صرح نبيل أبوردينة، الناطق باسم رئيس السلطة الفلسطينية " بأنه إذ ا كان هناك قرار إسرائيلي بالتوجه إلى اتفاق سلام وقام في إسرائيل زعيم إسرائيلي يكون مستعدا لحلول وسط حقيقية، فسيكون ممكنا التوصل إلى سلام شامل في غضون ثلاثة أشهر حتى ستة أشهر فقط، والسلطة مستعدة للتنازل عن سيادة فلسطينية في الحرم، لكن مقابل سيادة إسلامية" فقط. ويلقى هذا الحل قبولا من كل الدول الإسلامية المؤيدة لفكرة التوصل إلى حل تاريخي مع إسرائيل ولاتفاق السلام. وحسب الاقتراح فإن الحائط الغربي (حائط البراق) وحارة اليهود سيكونان تحت سيادة إسرائيلية، بينما تخضع حارة المسلمين والنصارى والأرمن إلى السيادة الفلسطينية وفق مطلب السلطة. إلا أن بوادر الخلاف تلوح في الأفق بشأن موضوع الحائط الغربي، إذ تطالب السلطة الفلسطينية بأن تكون السيادة الإسرائيلية على مقطع الحائط المكشوف فقط، وليس على الحائط الغربي الذي يتواصل عمليا حتى طريق الآلام في شمال البلدة القديمة.

 

در تحولی دیگر نبیل ابوردینه سخنگوی ابومازن گفته است اگر در اسرائیل رویکردی بسوی صلح باشد و رهبری پیدا شود که آماده راه حلهای حقیقی میانه رو باشد می توان در عرض 3 یا 6 ماه به صلح نهایی دست یافت و ما در برابر یک سیادت اسلامی بر قدس از سیطره بر آن صرفنظر می کنیم و این راه حل برای کشورهای اسلامی معتقد به صلح با اسرائیل پذیرفتنی خواهد بود .بنابر پیشنهاد وی دیوار براق و محله یهود تحت سیطره اسرائیل قرار می گیرد و دیگر مناطق تحت نظارت حکومت فلسطینی خواهد بود . اما درباره دیوار غربی مسجد الاقصی نیز اختلافات نظرهایی بوجود خواهد آمد.

وبدوره أثار اقتراح نقل منطقة الحرم الشريف إلى سيادة إسلامية جدلا. ففضلا عن غياب تعريف قانوني له، يلغي مصطلح سيادة دينية رؤية الرئيس عرفات الذي تمسك دائماً بشعار أن "دولة فلسطينية بغير القدس عاصمة لها وعلم فلسطين على الحرم الشريف، ليست دولة". ولئن كان مرناً نسبياً في كل ما يتصل بمكانة القدس الدينية، فإن الزعيم الراحل ظل حادا جدا بخصوص المسائل المتعلقة بالسيطرة والسيادة. خلاصة القول إن وضع القدس أصبح يؤرق الجانب الإسرائيلي بهاجسه الديموغرافي قبل هاجسه الديني الذي ينطلق من اعتبار القدس عاصمة إسرائيل الأبدية، ذلك أن سياسة القمع والحصار والهدم والترحيل الصامت الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين خلال اثنين وأربعين عاما لم تؤت ثمارها. فبعد أن كانت القدس من المحرمات، فإن مختلف الدراسات تشير إلى أنها ستتمتع بأغلبية فلسطينية في عام 2040 ما يعني أن رئيس البلدية سيكون عربيا وأن القدس ستصبح ثنائية القومية.

وهذا يقسر الخطوات العملية التي تلجأ إليها تل أبيب للتخلص من السكان، إذ بدا الهاجس الديموغرافي سببا رئيسيا في طرح موضوع تقسيم القدس وايجاد حلول لها ، وهوالأمر الذي اتفقت عليه جميع الأحزاب الإسرائيلية، فيما تراجع العنصر الديني خلافا لما يدعي الإسرائيليون.
*خليل التفكجي

اما همین سیطره اسلامی بر قدس نیز با مجادله هایی مواجه می شود چرا که تعریف قانونی مناسبی برای آن وجود ندارد و تعبیر"سیادت دینی" نگاه عرفات بر اساس شعار "دولتی فلسطینی بدون پایتختی قدس و پرچم فلسطین بر حرم شریف ،دولت نیست" را نیز تخریب می کند. عرفات هرچند که درباره جایگاه دینی قدس نرمی نشان می داد اما درباره سیادت بر قدس بسیار قطعیت بخرج می داد.

به هر حال اسرائیلی ها با وضعیت جمعیتی قدس درباره ابدیت پایتختی قدس برای اسرائیل دچار مشکل شده اند و سیاست سرکوب و محاصره و تخریب و کوچ اجباری نیز طی 42 سال گذشته ثمربخش نبوده است. پیش بینی ها نیز سال 2040 را با اکثریتی فلسطینی و با حکومتی عربی و جمعیتی دو ملیتی نشان می دهند .

به قلم :خلیل التفکجی

ترجمه: م.پ

 *********

نرجو ان یکون هذا النص و ترجمته الی الفارسیة قد اثار اهتمامكم في كيفية معالجة النصوص السياسية و اعادة صياغها لفظا و معنى و ان ياخذ بايدينا الي محطات اكثر اتساعا و حيوية في ترجمة النصوص.

                                                            و الله الموفق و هو المعين
 
 





گزارش تخلف
بعدی